روعة تطوّر نمو الطفل
روعة تطوّر نمو الطفل كتب البروفيسور لوريس مالاغوزي وهو عالم نفس إيطالي شهير: "من المهم جداًّ أن نصدّق أن الطفل ذكي جداً ومطلع، وأن الطفل قويّ وجميل ولديه رغبات وطلبات وطموح. هذه هي صورة الطفل التي علينا أن نتمسك بها." )لوريس مالاغوزي، ريجيو إميليا 1993)
هل تعلمين ماذا نعني حين نقول طفلاً "قادراً"؟ الحقيقة أن لدى كل الأطفال قدرات هائلة. كلّ طفل من أطفالنا هو كائن مستقل يملك قدرات مختلفة يكتسبها من خلال عيش طفولة مختلفة تتميّز بتجارب مختلفة. أما الشيء المشترك الذي يملكه كل الاطفال هو أنهم جميعاً قادرون، أذكياء وببساطة مذهلون!
دورك كأم في تأمين الخبرات لنمو طفلك الذهني
تأتي الخبرات من البيئة التي تخلقينها لطفلك، وهذه قد تكون عاطفيّة، جسديّة، اجتماعيّة، سلوكيّة، ذهنيّة، إبداعيّة، موسيقيّة، فنيّة، فوضويّة، أي بيئة مغامرة تعرّضين طفلك إليها. هذا الكائن الفريد الذي سيتحوّل اليه طفلك هو مرتبط بالبيئة الفريدة التي وجد فيها وأنت كأم تنمين تطوّر طفلك الشامل.
أروع ما في طفلك أن نموّه الإدراكي، اللّغوي، الاجتماعي والعاطفي، السلوكي والجسدي كلّها مترابطة. بما أن تطوّره شامل، إذاً أي عنصر يطال إحدى هذه النواحي سيطال تلقائياً النواحي الأخرى.
ن كل تجربة يعيشها طفلك تتحوّل الى تشابك عصبي أي الى ذكرى جديدة، وخبرة جديدة تطال منطقة أخرى من الدماغ والتي بدورها تطال كل مناطق النمو. هذا ما يجعل كل منطقة نموّ نقطة شديدة الحساسيّة ضمن نمو طفلك الشامل.
يحدث النمو أيضاً في سياق محدّد. إذاً، كيف يمكنك تغذية نموّ طفلك الشامل؟ هل لاحظت يوماً متى يكون طفلك شديدة السعادة في بيئة معيّنة؟ مع شخص محدّد؟ مع شيء محدّد؟ أين يقضي معظم وقته؟
الأطفال هم وكلاء أنفسهم في التعلّم:
كوني أكيدة أن الأطفال هم وكلاء أنفسهم في التعلّم، يفهمون بيئتهم ويأتون بأسئلتهم الخاصة لتطوّرهم وعملية تعلّمهم. هذا يعني أن على كل التجارب أن تدور حول ما يرى الطفل أنه الأكثر إثارة وأهمية بالنسبة له. وهنا دورك كأم يأتي بدعم وتسهيل تجاربه ومشاهدته وهو ينتصر. لمَ لا تعطينَه الفرصة وتكونين شاهدة على جهوده، فهو مميّز بشكل رائع.
إليك أمثلة بسيطة:
تطوّر طفلك الحركي: خلال الطفولة، ينمو طفلك بشكل فائق السرعة. ستنمو عضلاته وتنضج بشكل طبيعي، لكنه يحتاج الى دعمك! ساعدي طفلك على التمرّن بتحريك رجليه برقّة وممارسة الرياضة- إبني اللّيونة والثقة فيه منذ نعومة أظافره.
مزاج طفلك: إن كان طفلك ولداً "سعيداً" أو "إنفعالياً"، غذّي فيه ردّات الفعل الإيجابية. إذا كان يبكي، لا تغذّي هذه الانفعالات بالاستجابة له بالاضطراب أو الغضب. هدّئي غضبه بصوت رقيق بكلمات يفهمها وحاولي تهدئته. ستحصلين على طفل يتفاعل بشكل صحي. وتذكّري أن الصبر في التربية هو فعلاً فضيلة!
طفلك يحبّ الفوضى: تمتّعي بالفوضى مع طفلك- لا تغضبي نفسك لأن طفلك سيصبح وسخاً- يمكنك معالجة هذه الفوضى بسرعة- مسحوق غسيل، حمام دافئ، أو بكل بساطة ألبسيه ما يناسب الفوضى. الأطفال حساسون بشكل لا يصدّق وهذه المشاعر الحسّاسة التي تعطيهم هذا الحب الطبيعي للإتساخ. ساعديه على تنمية حسّه الإبداعي، المغامر وثقته بنفسه.
إعرفي أن مشاركة طفلك هو أفضل شيء يمكن أن تفعليه من أجله. في الواقع أن الدراسات أظهرت أن علاقة الطفل التفاعلية بأهله هي أساسية لمساعدته على الوصول الى طاقاته الكاملة
الوقت والتجارب المطلوبة للنمو:
فيما ينمو طفلك، تيقّظي لمعاني هذا النمو. كَونك سعيدة بتميّز طفلك، يجعلك تتوقعين منه أشياء غير واقعية وتقارنين بينه وبين أولاد آخرين، وهذا يضع طفلك في نزاع مع الوقت. يمكن أن لا يكون جاهزاً "بعد" من الناحية التّطورية، ولم يعش نفس التجارب من الناحية التجريبية، فبالتأكيد لن تكون تجاربه هي ذاتها كباقي الاولاد.
في كثير من الاحيان، نعتمد قواعد التطور العامة لنقيس مدى تطور طفلنا. عليك أن تعلمي أنه على الرغم من قواعد النمو والتطور العامة المعتمدة لجميع الاطفال، فمعيار التطوّر يختلف بشدّة بين الحالات والثقافات. إذاً، عندما تقيسين مدى تطوّر طفلك، راعي مزيجاً للتطور مرتكزٍ على التجارب وعلى قواعد التطور العامة معاً، وهذه طريقة أصحّ لتقييم هذا النمو.
عزيزتي الأم: تذكّري أن الاولاد كالراشدين، يتطوّرون حين ينخرطون في نشاطات مرتبطة بالاهتمام الشخصي. كما ذكرت سابقاً، هم وكلاء نموّهم الشخصي في التّعلم والتطور. وبالتالي، التّوازن الجيّد بين البيئة الغنية التي تضعين طفلك فيها والوقت ستغذّي تطورّه الطبيعي بشكل أكبر.
لم لا تنظرين الى المسألة من منظار مختلف؟ كيف؟ تأكّدي أنك تتابعين طفلك بشكل "شامل"! لا تشدّدي فقط على اذا ما كان طفلك قد وصل الى كامل قواعد التطوّر العامة، لكن إسألي نفسك، ما هي المهارات الأخرى التي أكملها طفلي والتي ستكشف أكثر بكثير عن كيفية ومدى تطوّره.
أنشرها
إلى اليسار أو إلى اليمين؟
في حين لن تتمكني من التأكد تمامًا إن كان طفلك أعسر اليد أو أيمن اليد قبل أن يبلغ عمر السنتين أو الثلاث سنوات، هناك بعض الإشارات التي قد تعطيك فكرة عن هذا الموضوع، إذ يُظهر بعض الاطفال تفضيلًا واضحًا لواحدة على الأخرى في مرحلة مبكرة أيّ ابتداءً من الشهر الثامن عشر. عليك أن تنتبهي أيضًا أنّ هناك بعض الأطفال الذين يستمرون في استخدام اليد اليمنى واليد اليسرى بالتساوي حتى يبلغوا عمر الخمس أو الستّ سنوات.