مدّ الجسور بين عقل الأم والطفل من أجل تحفيز التطوّر الذهني
مد الجسور بين عقل الأم والطفل من أجل تحفيز التطور الذهني وتعزيز مهارات التواصل بين الأم وطفلها , هنا في نستله بروجروس جولد تقدم لكي خطوات لتنمية جسور التواصل بينك وبين طفلك
هل سبقَ وسمعتي بمدّ الجسور بين العقول؟ هو يعني التّمكن من الخروج من أفكارك الخاصة، لتستطيعي أن تتعرّفي وتستجيبي لما يجول في ذهن طفلك. هو أن تتمكّني من تكييف تصرفاتك الخاصة وفقاً لما يفكّر به طفلك، يفعل ويُظهر اهتماماً به. عندما تكونين واعية لاشارات طفلك وتتكلّمين معه وترشدينه وفقا لهذه الاشارات، أنت بذلك تشاركين في مدّ الجسور بين عقليكما لتنشيط ذهن الطفل.
نظرة الى عقل طفلك المُحَفَّز
تقاس قدرات طفلك الذهنية كنتيجة "لطبيعته" (أي تركيب طفلك البيولوجي) كما الى "تنشئته" (البيئة التي تحيطينه بها) منذ الولادة وخلال حياته. سيساعد تفاعلك مع طفلك على خلق إتصالات جديدة بين كل أجهزة الدماغ وسيبني المهارات العاطفية والادراكية التي يحتاجها في حياته. تؤثر هذه التفاعلات على تجارب طفلك المبكرة، أكانت مُحبِطة أم داعمة، وتنعكس على كيفية تطوّر ذهنه. هذه التفاعلات تكشف كيف أن عوامل البيئة المحيطة تغيّر تطوّر طفلك آخذة بعين الاعتبار الخصائص الجينية الفردية الكامنة خلفها. هذا يعني أن التجارب المبكرة والبيئة الحاضنة التعليمية تشكّل كل معايير تطوّر طفلك بشكل حاسم.
نظرة الى دماغ الأم: (هذا الأمر شديد الأهمية)
كل أحاديثنا حتى الآن كانت تتمحور حول دماغ الطفل، لكن علينا ألا ننسى حقائق علميّة مهمة يمكن أن تعطينا ربما حساً أفضل عما يحصل في دماغنا نحن كأمهات، عندما نتفاعل ونستجيب لطفلنا، ولماذا نتصرف بهذه الطريقة. عندما تصبحين أماً، تتغير فيكي الكثير من الأمور بشكل طبيعي. واحدة من هذه التغييرات الاساسية هو التّغير العاطفي بسبب التغييرات الهورمونية والعصبية فيكي. هذا يعني أن مشاعر الأمومة من الحب الغامر، الحماية المفرطة، القلق المستمر تبدأ بردّات فعل قويّة في الدماغ- وكأمهات نصبح شديدات الحساسية الى إحتياجات أطفالنا- مع هدف واحدvvvمشترك هو إرادة الافضل لهم. كنتيجة لذلك، لا تستطيعين أحيانا تحفيز عقل طفلك بشكل إيجابي لأنك تفقدين حسَّك بما يتطور فيه بشكل مناسب أو لا لتوقعاتك. ربما تؤمنين أيضاً أنه بما أن الثلاث سنوات الاولى دقيقة جداً، أنه ربما عليك أن تضيفي أكثر ما تستطيعين لتتأكدي أن طفلك لن يفوته شيء. عزيزتي الأم توقفي! خذي نفساً عميقاً وتابعي القراءة.
كيف يمكننا كأمهات أن نأقلم تصرفاتنا لكن أن نستمر بتحفيز دماغ طفلنا بشكل إيجابي؟
أولا تذكري أننا كأمهات في حالة شديدة الحساسية... وغالباً في أكثر الأحيان. عندما نقول أن أول ثلاث سنوات دقيقة، هذا يعني أن الجوانب العاطفية، التأثيرية والسلامية هي العوامل الاكثر أهمية للحصول على طفل يتطوّر بشكل صحي. تأكدي أنك تقدّمين لطفلك الكثير من العاطفة والتحفيز بقدر ما تستطيعين. تأكدي أنه في بيئة سليمة ومحفزّة بشكل إيجابي كي ينمو فيها. أنت أمّ رائعة ولعلّك قد سبق وقمت بذلك، فلقد بنيت أساسات قوية لطفلك ليتعلّم ويتحفّز.
تكلّمي مع طفلك وإنتبهي جيدًا لما يقول: يُصدر طفلك أصواتاً وثرثرات حتى يصل الى مرحلة يستطيع فيها أن يعبّر بالكلام، مثل تعلّم قواعد اللغة، الكلام، طرح الأسئلة وهكذا دواليك. كأم، تجنّبي الكلام كالأطفال لكن إجعلي الكلام مليئاً بالعاطفة. إبتسمي حين يبتسم، إطرحي سؤالاً وتحدثي معه عندما يصدر صوتاً أو يقول شيئاً- هذا يحفّز عقله ليبني قدراته الكلامية ومهاراته الاجتماعية.
تكّلمي معه بإستخدام الجمل: يقلّد الأطفال والأولاد الأصوات والأفعال من حولهم. لا تتكلّمي معه باستخدام كلمات فقط، بل إجعلي الكلمات متعلّقة بالموضوع الذي وجدت فيه. تكلّمي وقومي بالحركات. دلّي أيضاً على الأشياء لتساعديه على وصل الكلمات بالأشياء. إطلبي، إسألي، تكلّمي بإيجابية وإظهري له تأثيرات ذلك. تأكدي أن كل هذا يساعده في تركيزه وإندفاعه. إذا عليك أن تشركيه أكثر في إهتماماته الخاصة كي يستطيع أن ينمّيها الى حدّها الأقصى.
ساعديه على التفاعل معك وجهاً لوجه: يسود في أيامنا هذه عصر التكنولوجيا السريع، ونرى أن التفاعل بات يحصل مع التكنولوجيا بدلاً عن التفاعل وجهاً لوجه مع البشر. على الرغم من ذلك، على التفاعل الإنساني بأن يستمرّ كونه العامل الأهم في تطوّر الطفل الاجتماعي، العاطفي واللّغوي، فهو الطريق الصحيح نحو التطوّر المعرفي الصحي. ربما سمعتي أنه علينا أن ننخفض الى مستوى نظر أطفالنا، أن نجلس معهم، أن نشاركهم اللّعب وكل الأمور المسليّة التي يريدوننا أن.
نفعلها معهم... إذا فلنواجه الأمر: نحن أفضل لعبة في المنزل! ليست الفكرة أن نَفصِل أنفسنا بالكامل عن الأدوات الإلكترونية أو العالم الرقمي أو الكثير من الإنشغالات الاخرى التي نعيشها جميعاً، لكن الواقع هو أن أطفالنا يحتاجون الى تفاعلنا ومشاركتنا كي يتشجّعوا على التعلّم. إذا في المرة المقبلة التي تأخذينه فيها الى مدينة الملاهي، الى المطعم أو حتى حين تلعبان أو تستريحان سوياً في المنزل، تمتّعا بوقت خالٍ من التكنولوجيا. تواصلي مع طفلك، وركّزي على الحصول على تفاعل غير متقطّع ولو كان ذلك لمدّة ساعة واحدة فقط. المهم هو ألا تسمحي للتّلهي أن يكون طاغياً على تواصلكما معاً.
عزيزتي الأم شديدة الحساسية- نحن جميعاً على متن نفس القارب. نحن وببساطة نريد أن نفعل الأمور بالشكل الصائب من أجل أطفالنا. لكننا نقلق أحياناً لأننا نريد أن يتمّم أولادنا تطوّرهم بحسب توقّعاتنا الشخصية وهذا ناتج عن حساسيّتنا الزائدة، لأننا نريد أن يتطوّر أولادنا بحسب المعيار الطبيعي لتصوّرنا. تذكّري، هذا المعيار محدود جدّاً وهو يهمل الفروقات الشخصية بين الأشخاص. إذا تابعي التّقدم مع طفلك فالوقت هو المفتاح، لكن الأهم، هو كيف تعدّلين عقلك شديد الحساسية كي تحفّزي عملية تعلّم طفلك بشكل إيجابي. ما عليك فعله هو أن تكتشفي إختلافات طفلك الفردية وتتجاوبي بشكل فعّال مع ما يهتم به على عكس الطرق اليائسة، السلبية وغير الفعّالة. إحترمي وثقي بطفلك فهو سيصل إلى كل ما تريدين في الوقت المناسب. لا تنسي أن طفولته أمامه وعندما يصبح مستعداً تطوّرياً، ومع دعمك الفعّال والبيئة الصحيّة التي أعددتها له، سيصل الى المنحنى التّعليمي بشكل أسرع عمّا عوّلت عليه.
Related articles