طفلي أصبح مستقلًا
بعد أن أمضيت الأشهر القليلة الماضية وأنت تقومين بكل شيء لطفلك، قد تتفاجئين (أو تشعرين بالراحة أخيرًا) حين تلاحظين أنّه بدأ يستمتع باستقلاليّته ويبتعد قليلًا عنك.
بعد أن أمضيت الأشهر القليلة الماضية وأنت تقومين بكل شيء لطفلك، قد تتفاجئين (أو تشعرين بالراحة أخيرًا) حين تلاحظين أنّه بدأ يستمتع باستقلاليّته ويبتعد قليلًا عنك. مع نموّ طفلك الصغير، يصبح عازمًا على القيام بكلّ شيء بنفسه، مما قد يؤدي أحيانًا إلى الشعور بالإحباط (من قبل الطرفين)، ولكن سيلعب ذلك بالتأكيد دورًا هامًا في تطوره.
فجأة، سيودّ طفلك أن يسكب الحليب بنفسه، وأن يرتدي قميصه بمفرده، وأن يفتح الباب، وأن يضغط على كل أزرار المصعد. يُشكّل هذا التحوّل نتيجة أشهر من الإعداد والتعلّم ليكون مستقلًا، فقد بدأت هذه العملية حين كان في عمر 6 أشهر تقريبًا، عندما بدأ يُدرك أنّه فرد مستقلّ، منفصل عن والديه (هل تذكرين الشعور بالقلق عند الانفصال؟). عندما يتعلم طفلك المشي، يكون قد مهّد الطريق لكي يصبح مستقلًا عنك، ولن يقف أيّ شيء في طريق ذلك بعد الآن.
حين يصبح طفلك في شهره الـ18، سيدرك أن هناك عدد من المهام التي يمكنه القيام بها، وانه لا يحتاج إلى مساعدتك لإنجازها. في هذه السنّ، سيتمكّن فجأة من التنسيق والجمع بين عدد من المهارات التي كان يعمل على تطويرها، وبفضل غنى المفردات وعددها المتزايد، سيتمكّن الآن من التعبير عمّا يريد. فزيادة ثقته بنفسه تجعله يشعر وكأنه يستطيع السيطرة على بيئته.
هذه التطوّرات جيدة وصحيّة، إلا أن طفلك عاجز عن تحديد ما هي المهام التي يمكنه القيام بها وتلك التي يعجز عن إنجازها، كما أنّه عاجز عن التحكّم بمشاعره لكي يتمكّن من التعامل مع العقبات التي تحول دون استقلاليته. لذا يصبح كلّ يوم أشبه بمعركة بين ما يريد أن يفعله وما يمكنه القيام به. فكلّ يوم هو بمثابة تحدٍ بالنسبة له لتحديد من هو المسيطر: هو أو الناس من حوله.
قد يفوق كلّ ذلك طاقتك في بعض الأحيان، ولكن إليك بعض النصائح لمساعدتك على تخطّي هذه المرحلة ليصبح مستقلًا بشكل كامل:
دعيه يقرر: تسهل السيطرة على بعض الأمور، ولكن يمكن أن تسمح له بالشعور بالاستقلالية. دعيه يختار ما يريد ارتداءه، أو امنحيه حريّة الاختيار بين عددٍ محدد من المأكولات. يمكنك أيضًا تقديم حل وسط، فعلى سبيل المثال، اسمحي له بالجلوس بمفرده على كرسيه، ولكن قومي أنت بتثبيته بواسطة الحزام.
السيطرة على البيئة: ابتكري أماكن آمنة حيث يمكنه تعزيز ثقته بنفسه، من دون أن تخشي أن يكسر الأشياء أو أن يصعقه التيار الكهربائي. ضعي ألعابه في أماكن يسهل عليه الوصول إليها، وسيلعب بها عوضًا عن محاولة الحصول على الأغراض الأخرى المنتشرة في كافّة أرجاء المنزل والقابلة للكسر.
التكيف مع مهاراته: بسّطي الأمور من خلال وضع الخزائن وعلب اللّعب في متناول يديه، حتى يتمكّن من تنظيم ألعابه واختيار ملابسه من دون مساعدة. كلّفيه بمهام بسيطة كي يشعر وكأنه يساعدك، مثل إخراج الغسيل من الغسالة.
دعيه يفعل ذلك: لن تتمكّني من مقاومة مساعدة طفلك كلما رأيته وهو يفشل في القيام بأمر معيّن، لكنه سيتعلم بشكل أفضل من خلال الفشل والمحاولة مجددًا، إنّما بطريقة مختلفة. بالطبع، يمكنك التدخل ومساعدته، لكن لا تنجزي المهمة عوضًا عنه. دعيه يفكّر ويجد الحلّ بنفسه.
المرجع:
