ترك طفلك وهو يبكي
من أصعب المواقف العاطفيّة التي يمكن أن تواجهيها كوالدة هو الابتعاد عن طفلك المولود حديثًا وأنت تسمعين صراخه.
من أصعب المواقف العاطفيّة التي يمكن أن تواجهيها كوالدة هو الابتعاد عن طفلك المولود حديثًا وأنت تسمعين صراخه. قد يفطر هذا الوضع قلبك، ولكن اطمئنّي، فمن الطبيعي أن يبكي قليلاً عند ابتعادك عنه. وقد تُسهّل محاولة فهم سبب بكائه ذلك بعض الشيء بالنسبة لك.
خلال الأشهر الثلاثة الأولى، لا يلاحظ طفلك ابتعادك عنه. يمكنه طبعًا التعرف عليك، ولكن إذا لم تكوني بقربه، فهو لن يفكّر فيك. وهذا لأنه في هذه السن، لا يعلم بما يحدث من حوله إلاّ في وقت حدوثه. فهو لا يُدرك ماذا يحدث أو ماذا سيحصل. هناك بعض الفترات المعينة خلال اليوم، ويكون معظمهما في نهاية النهار، عندما سيختبر نوبات من البكاء. حاولي ألا تتركيه في هذا الوقت إلى أن يصبح أكبر سنًا بعض الشيء.
حين يُصبح في شهره الرابع، وحتى الشهر الثامن تقريبًا، لن يشكّل الانفصال عنه أيّ مشكلة، طالما يكون مع شخص يعرفه ويمكنه الاهتمام باحتياجاته. وفي حال بدأ بالبكاء، فيكون ذلك على الأرجح لأنّه يشعر أنّك قلقة بسبب تركه. فمن الطبيعي أن تشعري بالحزن لدى الانفصال عن طفلك المولود حديثًا. ولكن لن يشعر هو بأيّ انزعاج إذا كنت أنت مرتاحة وغير متوتّرة. ومن المفترض أن يسهّل ذلك مغادرتك.
في شهره الثامن، تتغيّر الأمور. سيدرك طفلك متى تتركينه. سيتعلّق بك أكثر، وسيشعر بالاستياء حين لا تكونين بقربه، وبشكل خاص حين يكون متعبًا. في هذه الفترة، يبدأ باختبار قلق الانفصال، إذ يُدرك أنك قد لا تعودين. إنّها مرحلة مخيفة بالنسبة له، لكنه شعور طبيعي تمامًا.
هناك طرق مختلفة للتعامل مع قلق الانفصال:
- امضي بعض الوقت معه ومع الشخص الذي سيهتمّ به في الوقت نفسه. وهذا يسمح لطفلك بأن يدرك أنك تثقين بالشخص الجديد، مما يجعل من الأسهل عليه بأن يشعر بالراحة.
- أتركيه لفترة قصيرة من الزمن. ففترات الانفصال القصيرة تساعده لكي يُدرك أنّ الأشخاص يرحلون، ولكنهم يعودون.
- العبي معه بيكابو أو لعبة الاختفاء. فهذا النشاط الممتع يمكن أن يساعده على فهم مفهوم الاختفاء والظهور.
- قومي بتوديعه. فحين تودعيه دائمًا قبل أن تغادري، لن يجعله يتفاجأ حين يكتشف أنك لست موجودة.
بشكل عام، لا داعي للقلق إذا بدأ طفلك بالبكاء عند مغادرتك، إلا في حال استمرّ لفترة طويلة جدًا بعد مغادرتك أو إذا كان يسبب لك الكثير من الحزن. في هذه الحالة، عليك الاتصال بطبيبك ومناقشة المسألة معه.
المرجع:
http://www.babycentre.co.uk/x6818/why-does-my-baby-cry-when-i-leave-her